الدكتور إسماعيل دياب يكتب: مرض البروسيلا وطرق الوقاية
بقلم الدكتور إسماعيل دياب
صحتك وطبيب الإنسانية
فى بداية هذه السلسلة من المقالات التى تتناول أهمية الدور الذى يقوم به الطبيب البيطري كخط دفاع أول لصحة الإنسانية جمعاء، سنتناول بالتفصيل هذا الدور من مختلف الزوايا، سواء الأمراض المشتركة التى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان أو صحة المنتجات الحيوانية التى يتناولها الإنسان أو تامين الإنتاج الحيواني والداجني وتنميته وتحسينه لتأمين غذاء الإنسانية.
أولًا مرض البروسيلا
داء «البروسيلات» ويُعرف بـ “حمى قبرص أو حمى جبل طارق، أو الحمى المالطية، أو حمى البحر الأبيض المتوسط”، هى عدوى بكتيرية تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان في أغلب الحالات، يُصاب الأشخاص عن طريق تناول مشتقات الحليب الخام أو غير المُبستَرة، وفي بعض الأحيان قد تنتقل البكتيريا المتسببة في الإصابة بداء البروسيلات عن طريق الهواء أو التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة.
الأعراض
وتتضمن مؤشرات داء «البروسيلات» وأعراضه “الحمى، وألم المفاصل، والإرهاق والضعف والتعرق، وفقدان الشهية والصداع”، ويمكن علاج هذه العدوى عادةً بالمضادات الحيوية إلا أن العلاج يستغرق مدة تتراوح ما بين عدة أسابيع لعدة اشهر.
كيف ينتقل المرض؟
فيما يلي الطرق الأكثر شيوعًا لانتقال البكتيريا من الحيوانات إلى البشر:
– تناول مشتقات الحليب الخام: يمكن أن تنتقل بكتيريا البرُوسِيلَّا الموجودة في حليب الحيوانات المصابة إلى البشر في اللبن غير المبستر، والآيس كريم، والزبد، والجبن، ويمكن أيضًا أن تنتقل البكتيريا في لحوم الحيوانات المصابة النيئة أو غير المطهوَّة جيدًا.
– استنشاق الهواء الملوَّث: تنتشر بكتيريا البرُوسِيلَّا بسهولة في الهواء، وقد يستنشق المزارعون والصيادون وفنيون المختبرات وعمال المجازر البكتيريا.
– لمس دم وسوائل جسم الحيوانات المصابة: يمكن أن تدخل البكتيريا الموجودة في دم الحيوان المصاب أو سائله المنوي أو مشيمته إلى مجرى الدم من خلال قطع أو جُرح آخر، لأن الاتصال العادي بالحيوانات (اللمس أو التنظيف بالفرشاة أو اللعب) لا يسبب العدوى، فنادرًا ما يُصاب الناس بداء البرُوسِيلَّا من حيواناتهم الأليفة، ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي تجنُّب التعامل مع الكلاب المعروفة بأنها مصابة بالمرض.
ولا ينتشر داء البرُوسِيلَّا عادةً من شخص لآخر، لكن في حالات قليلة، تنقل النساء المرض إلى أطفالهن أثناء الولادة أو من خلال حليب الأم، ونادرًا ما ينتشر داء البروسيلات من خلال النشاط الجنسي أو من خلال عمليات نقل الدم الملوّثة أو نخاع العظم.
ويؤكد الأطباء عادة تشخيص الإصابة بداء البروسيلات إما بعد اختبار عينة من الدم، أو نخاع العظم بحثًا عن بكتيريا البروسيلا، أو عن طريق اختبار عينة من الدم بحثًا عن الأجسام المضادة لهذه البكتريا، وللمساعدة في اكتشاف مضاعفات داء البروسيلات ربما يطلب منكَ الطبيب المزيد من الفحوصات مثل:
– الأشعة السينية، التي تكشف عن التغيرات التي تطرأ على عظامكَ ومفاصلكَ.
– التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وهذه الفحوص التصويرية تساعد على اكتشاف الالتهابات أو الخُرَّاجات في جميع أنسجة الجسم.
– اختبار السائل الدماغي النخاعي، ويُجرى فيه اختبار عينة صغيرة من السائل المحيط بدماغكَ، وبحبلك النخاعي بحثًا عن عدوى مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
– تخطيط صدى القلب، وهذا الاختبار يستخدِم الأمواج الصوتية، ليكوِّن صورًا لقلبك بحثًا عن أي مؤشرات لعدوى أو ضرر أصاب قلبك.
لكن تلك الفحوصات تكون في حالات قليلة إلى حدٍ ما، لكن فى المجمل تكون تحاليل الدم كافية لتشخيص المرض، خاصة عند سماع الشكوى الأشهر لمرض «البروسيلا»، وهى حمى وارتفاع درجة الحرارة ليلًا، وتحسن خلال ساعات النهار.
طرق الوقاية
من الأفضل تجنب الأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان غير المبسترة، وكذلك الحليب والجبن والآيس كريم غير المبستر – أيًّا كان المصدر– وفي حالة سفرك إلى دول أخرى تجنب الأطعمة المُصنَّعة من الألبان الخام.
طهي اللحوم:
اطهِ قطع اللحم كاملةً حتى تصل درجة حرارتها الداخلية إلى (63°)، ودعها لمدة ثلاث دقائق على الأقل؛ بحيث تكون متوسطة النضج، واطهِ اللحم المفروم حتى تصل درجة حرارته إلى (71°)؛ بحيث يكون مطهي جيدًا، وكذلك اطهِ جميع الدواجن، بما فيها الدواجن المفرومة حتى تصل درجة حرارتها إلى (74°)، وعند السفر خارج البلاد تجنّب تناول اللحوم غير المطهية جيّدًا.
ارتداء القفازات:
إذا كنت طبيبًا بيطريًّا أو مزارعًا أو صيادًا أو من عمال المجازر، ارتدِ قفازات مطاطية عند التعامل مع الحيوانات المريضة أو الميتة أو الأنسجة الحيوانية أو عند مساعدة الحيوان أثناء الولادة.
اتخاذ احتياطات السلامة في أماكن العمل ذات المخاطر الأعلى بالإصابة:
إذا كنت تعمل بمختبر، تعامل مع جميع العينات تحت ظروف تتميز بسلامة بيولوجية ملائمة، ويجب أن تتبع المجازر تدابير وقائية، مثل الفصل بين المكان المخصص للذبح والمناطق المخصصة لمعالجة اللحوم، واستخدام الملابس الوقائية.
تلقيح الحيوانات المحلية:
ولأن لقاح داء «البروسيلات» لقاح حي، فيمكن أن يُسبب أمراضًا إذا تعرض له الإنسان، ويجب على أي شخص أن يخضع للعلاج في حالة وخزه دون قصد بحقنة أثناء تطعيم أحد الحيوانات.
متعكم الله بالصحة والعافية دائما