الإمارات” ضمن أكثر الدول جاهزية في مواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية
كتبت هناء حسيب
كشف تقرير استشراف مستقبل المعرفة الصادر عن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنَّ دولة الإمارات ضمن أكثر الدول جاهزية في مواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية، في قائمة تضمُّ 5 بلدان هي؛ الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا، المملكة المتحدة، أستراليا، والإمارات العربية المتحدة.
وأوضح التقرير، الذي أطلق على هامش انعقاد “قمَّة المعرفة” منتصف مارس الماضي، أنَّ عينة الدراسة البالغ عددها 40 دولة، من بينها 7 دول عربية، تشير إلى اختلافات كبيرة بين البلدان من حيث القدرة التحولية ومستوى الجاهزية في مواجهة المخاطر، إلا أنَّ الاتجاه العام للقدرات التحولية في ازدياد، مشيراً إلى أنَّ أكثر البلدان جاهزية هي البلدان المرتفعة الدخل، خاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بينما أقل البلدان جاهزية هي البلدان المنخفضة الدخل في إفريقيا ومنطقة الدول العربية وآسيا الوسطى.
وأفاد التقرير بأنَّ جاهزية البلدان في مواجهة المخاطر الصحية والبيئية والتكنولوجية المستقبلية والتي شملتها الدراسة، تعتمد اعتماداً كبيراً على البيئات المعرفية، والقدرة على توقُّع مجموعة مهارات السكان وتطوير هذه المهارات، موضحاً أنه كلما كانت القوى العاملة مهيأة بشكل أفضل من حيث المهارات، وكلما كانت مجالات المعرفة أكثر تقدماً (التعليم، البحث والتطوير والابتكار، العلوم والتكنولوجيا، الاقتصاد، والبيئة التمكينية)، كان البلد أكثر جاهزية لمواجهة المخاطر.
وبيَّن التقرير أنَّ قدرات الابتكار والتعاون تُعدُّ عنصرين أساسيين في تطوير قدرات البلدان على استثمار الأبعاد المعرفية ومهارات القوى العاملة، كما أنَّ القدرات التحولية لها دور رئيس في تمكين البلدان من التكيُّف والتحوُّل والتغيُّر الشامل لخصوصياتها البنيوية مثل المنظومة الحيوية البيئية والبنى الاقتصادية والاجتماعية، وذلك خلال الاستجابة للمخاطر المستقبلية من دون أي تعطُّل أو تعطيل في تسيير أمورها.
وذكر التقرير أنَّ هناك فجوة كبيرة في جاهزية البلدان لاستيعاب الصدمات والاضطرابات والتكيُّف معها، والتحوُّل بعدها، وهذا يتطلَّب من صانعي السياسات والقطاع الخاص والمجتمع المدني السعي الفاعل لاستثمار فرص وإمكانيات تعزيز القدرات التحولية لبلدانهم، واستكشاف مجالات التآزر من خلال تطوير مبادرات جماعية والاستفادة من الابتكارات التي تعزِّز قدرات البلدان في اتجاه تحقيق إمكاناتهم الكاملة، لافتاً إلى أنَّ القدرات التحولية تؤدي دوراً رئيساً في عالم تزداد فيه التحديات تعقيداً وترابطاً؛ إذ تساعد البلدان على استيعاب المخاطر والتأقلم والتحول المستمر.
وأوضح التقرير أنَّ نتائج الدراسة التحليلية أشارت إلى عدم جاهزية أغلب البلدان بالشكل الكافي لمواجهة الاضطرابات المستقبلية، ما يضع أعباءً ثقيلة على أنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمنظومة الحيوية الطبيعية، تجعل البلدان تواجه صعوبات في ضمان استمرارية الخدمات في مجالات التعليم والصحة، وسيؤثر ذلك في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكّد التقرير أنَّ البلدان تميل إلى الاعتماد على النماذج التقليدية القائمة والتي تفتقد إلى المرونة غالباً، ما يضعف جاهزيتها لتطوير القدرات التحولية في مواجهة المخاطر المستقبلية، وهو ما بدا جلياً في طريقة تعامل البلدان مع جائحة كوفيد-19، وقضية التغيُّر المناخي.
الجدير بالذكر أنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أطلقت مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الإصدار الثالث من تقرير “استشراف مستقبل المعرفة”، خلال الدورة السابعة من “قمَّة المعرفة” بمقر إكسبو 2020 دبي يومي 14 و15 مارس الماضي، حيث يُعدُّ التقرير دراسة تحليلية رائدة تستعرض المشهد المعرفي المستقبلي، والاختلافات بين القدرات التحولية للبلدان فيما يتعلَّق بالمخاطر العالمية الرئيسة استناداً إلى البيانات، وذلك لتقديم رؤىً جديدة حول جاهزية البلدان لمواجهة المخاطر المستقبلية، ودعم القيادات الوطنية في ضمان الجاهزية.