الإمداد المستقر من السلع الصينية يخفف من خطر التضخم في الشرق الأوسط
بقلم \ملك الشريف
الأضواء الكريستالية الملونة والصبارة الرقيقة التي يمكنها الغناء والرقص، كانت من بين السلع الصينية والمنتجات الصغيرة المستوردة من مدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، التي حظيت بمزيد من الشعبية بين العرب خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، بفضل امتيازها بالابتكار والجودة والسعر المنخفض.
ينظر المستهلكون العرب إلى المنتجات الصينية على أنها ذات قيمة جيدة في مواجهة التضخم، ويستفيد رجال الأعمال العرب من التجارة مع الصين وسط جائحة كوفيد-19، ويرى محللون عرب أن الاقتصاد الصيني يوفر حيوية قوية لتنمية الدول العربية في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة.
قيمة جيدة للمستهلكين العرب
في شارع عبد المحسن بالرياض، اختار محمد مبارك، وهو عميل سعودي، مصابيح مصنوعة في الصين كهدية لأصدقائه.
وقال مبارك: في الوقت الذي يرتفع فيه سعر كل شيء بسبب التضخم، تعتبر المصابيح الصينية، التي تشمل مجموعة واسعة جيدة الصنع من مصابيح السقف الكريستالية وأضواء الجدران وأضواء الخيط الوامضة، ذات قيمة جيدة، ما يجعلها هدايا رمضان المفضلة للكثيرين من المتسوقين السعوديين.
وفي وسط العاصمة العراقية بغداد، يتم عرض مجموعة متنوعة من ألعاب الأطفال- بما في ذلك صناديق عرائس الأطفال، وسيارات الألعاب، والصبارة الرقيقة المصنوعة في الصين – في كشك لمحمد الموسوي.
واردات السلع الصينية
وفي تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، قال محمد الموسوي، الذي يستورد ويبيع السلع الصينية منذ أكثر من 10 سنوات، “يحب المستهلكون العراقيون البضائع الصينية ذات الجودة العالية والسعر المنخفض، ويمكننا أن نطلب من المنتجين الصينيين تغيير التصميم وفقا لمتطلبات العملاء الشخصية”.
بلغت القيمة الإجمالية لصادرات مدينة ييوو، التي يطلق عليها اسم “أكبر سوق جملة للسلع الصغيرة في العالم”، 365.9 مليار يوان (حوالي 55.37 مليار دولار أمريكي) في عام 2021، بزيادة 21.7 بالمئة على أساس سنوي، وفقا للإحصاءات الصادرة عن مكتب مدينة ييوو للتجارة.
شريك موثوق للتجار العرب
نظرا لأن العملاء العرب يعتبرون السلع الصينية جيدة ومنخفضة التكلفة، فقد حقق رجال الأعمال العرب مكاسب كبيرة من التجارة مع الصين.
قال عبد الرحمن العواد، رجل الأعمال السعودي الذي يتاجر مع الشركات الصينية لأكثر من 10 سنوات، إن شركاءه التجاريين الصينيين “يُعتمد عليهم وجديرون بالثقة”.
وأكد أن الزخم الجيد للتجارة بين الصين والمملكة العربية السعودية على مدى السنوات القليلة الماضية كان مثيرا للإعجاب.
ولطالما كانت المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا؛ حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في النصف الأول من عام 2021، 40.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 21.4 بالمئة على أساس سنوي، وفقا لوزارة الشؤون الخارجية الصينية.
دافع قوي للاقتصاد العربي
وقال ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية-الصينية ان التجارة المصرية-الصينية شهدت زيادة كبيرة في الحجم خلال السنوات الماضية، كما شهدت قفزة في الجودة حيث بدأت مصر في استيراد منتجات راقية الجودة من الصين.
وأوضح حلمي أن الزيادة في التجارة الثنائية تشمل كلا من الصادرات الصينية إلى مصر والصادرات المصرية إلى الصين، وهو ما يعد مؤشرا جيدا على تحسن التوازن التجاري.
ويرى حلمي أن التنمية الاقتصادية للصين ومرونتها أمران إيجابيان للاقتصاد العالمي، لا سيما بالنسبة للدول النامية، لأن الصين دولة نامية تدعم التنمية في مصر والدول العربية والقارة الإفريقية.
ويشارك الدكتور يعرب محمود استاذ الاقتصاد في كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة العراقية، حلمي الرأي نفسه.
وقال يعرب إن الاقتصاد الصيني لعب دورا فعالا وايجابيا في تنتمية اقتصاديات دول الشرق الاوسط ومنها العراق رغم الظروف والعقبات التي فرضتها جائحة كورونا.
وكان العراق ثالث أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية في عام 2020، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 30.18 مليار دولار أمريكي، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.