انتو بتعملوا ايه؟
بقلم: الدكتور علي الداوي
وتستمر الحياة!! هل يُعقل أن أبدأ كلامي بجملة؛ وتستمر الحياة؟ أليست هذه جملة لا يفضل أن افتتح بها كلامي، لأنها تحمل الكثير بين حروفها، وإن شئت صدقنا فانزع فائها وضع باء لتصبح حروبها، فهذا أدق وصف لما وراء هذه الجملة.
وتستمر الحياة؛ تُقال عادة مع تنهيدة عميقة بعد حكاية طويلة مؤلمة تم تجاوزها، أو فقد لحلم أو هدف أو شخص ما بعد بذل ما تستطيع لتحقيق الهدف، أو الحلم أو لإبقاء الشخص الذي رحل، تقال للتعبير عن رضا أو عجز لا استطيع أن أحدد بدقة أيهما حينها، كلنا قولنا أو سنقول هذه الجملة! حقا كلنا… ولكن هل ستكون سعيدا وأن تروي قصتك وتختمها بجملة وتستمر الحياة أم بحسره وحرقه في القلب والحلق.
ليس الغرض من كلامي هذا استعراض هذه الجملة وكيفيه ترديدها، ولكن الأهم أن نصل لترديدها بسعادة كذكري جميلة استمتعتنا بها، ولكن الدنيا بطبيعتها التي لا تبقي أي شئ على حاله، جعلت هذه ذكري بانتهائها، فأنت راضِ بما اخذت مستمتعا بما امتلكت، مستسلما للقضاء ولمتغيرات الدنيا وبصدر رحب تقبلتها، وتعلمت منها وادركت حكمة الحياة الرئيسية للسعادة وهى التجاوز -التخطي- لتصل للصفاء والهدوء وسلامة الصدر والسريرة.
يا عزيزي كلامي هذا ربما تظن أنه لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكنه يحتاج لسعي وعمل وجهاد حتي تصل إلى هذه المرحلة من السمو والارتقاء للحياة التي تليق بك، وحينها ستدرك أن لكلامي غرض عظيم وهدف رائع، فأنت يا عزيزي لم تُخلق لتُعذب في هذه الارض، نعود بهدوء لسؤالنا وهو عنوان المقال ذاته؛؛ انتو بتعملوا إيه؟ هلا اكتشفت ما تريد؟ هلا تشبثت بحلمك وعلي يقين أنك بالغه؟ هلا نظرت إلى علاقاتك وارحامك وقيًمتها؟ هلا راجعت نفسك يوما ما وصححت بعض اخطاءك أو اعترفت أصلا بأنها اخطاء ؟.
إن واصلت القراءة ولم تسرح فاسمح لي أن اعتبر أنك تحاول استكشاف الغرض من هذه المقالة، وأنا لن اخبئه عليك فغرضي الحقيقي هو أن انبهك وأشير لك إلى ضرورة التفكير بطريقة صحيحة ومبتكرة لتحديد أهدافك بدقة والسعي نحو تحقيقها والنهوض بها بحيث لا يكون سقف لها فبراح فكرك هو الفضاء، عزيزي إن لامستْ كلماتي جزء من قلبك، أو دقت ناقوس عقلك لفهم جديد أنت أساسه وحياتك هدفه فمرحبا بك عزيزي معنا كمجموعة رمزية لم لن نلتقي ولن نجتمع إلا على السعي والاجتهاد للوصول للسلام الداخلي والأمن النفسي والارتقاء وخلق ذكريات في حياتنا تمر أمام أعينينا حينما نجلس منفردين بجلابيبنا البيضاء أمام فناء منازلنا القديمة أو التي ظللنا سنين نشيدها بعد إنقضاء السنين التي كنا نُطاردها وتُطاردنا لنتذكر هذه الأمور والأفعال ونردد كل على شاكلته بعد نفس عميق وتنهيدة ونقول وتستمر الحياة!!!
عزيزي “إن أعمالك سهم إنطلق خلفك وحتما مُصيبك ولن يُخطئك”
وتستمر الحياة.
