الفرق بين المتاجرة والاستثمار و التداول،،
بقلم: د. وائل قابيل
هناك عدة فروق وعوامل مختلفة بين المتاجرة، والاستثمار والتداول ويسمى أحيانا المضاربة وهو عبارة عن عمليات الشراء والبيع التي تتم في سوق المال “البورصة”.
ومن هنا نعلم أنه لا يتم على الأصول التقليدية، وإنما ينفذ على الأسهم، والصكوك، والسندات، والتي يتم اعتبارها أصولا داخل البورصات، بالإضافة لأسواق الأصول الافتراضية، العقود الآجلة والخيارات، والمبادلة.
أهم ما يتميز به التداول، أو المضاربة
1- تتميز حسابات التداول بوجود الرافعة المالية، وهي أداة مالية تضاعف من القوة الشرائية لرأس المال قد تصل إلى 1000 ضعف، لدى العديد من الوسطاء موفري خدمات التداول، ضمن ما يعرف بالمضاربة بنظام الهامش.
2. تتميز بحسابات الهامش عالية المخاطرة، نظرا لإمكانية فقدان رأس المال كله أو بعضه مع التحركات العكسية للأسعار.
3. وتتعرض حسابات التداول بنظام الهامش بشكل مباشر للتبخر أو التقلبات الشديدة.
4. لا يمكن استلام “الوعاء” الذي تم المضاربة أو التداول عليه.. فهو تداول على قيمة اسمية وسعر وليس على عين الوعاء ذاته.
5. بالتالي تفتقد للتقابض، وهو شرط صحة التجارة، وموافقتها للشريعة، إلا في الأسهم والصكوك الإسلامية، حيث يتسلم المتداول ما يفيد ملكيته لها، وفقا للقوانين المنظمة.
6. لا يمكن استخدامه في الذهب والفضة، لافتقاده شرط التقابض المشار له.
7. يتميز التداول بأنه يتم بشكل مكثف، وسريع وقصير المدة.
حيث يمكن للمتداول أن يعقد الكثير من الصفقات يوميا، بل وكل ساعة، حسب حجم رأس المال الذي يتداول به.
8. ينتمي التداول في أسواق المال، لنوعية الاستثمار مرتفع العوائد، عالي المخاطر.
الاستثمار
هو نوع من التجارة “شراء وبيع” في الأصول التقليدية والسلع “الأراضي، العقارات، الذهب، الفضة” وغيرها من أنواع الاستثمار في المشاريع والنشاطات الصناعية.
أو التداول في أسواق المال، سواء في الأصول المعتبرة “الأسهم والصكوك والسندات” أو الأصول الافتراضية.
أهم ما يتميز به الاستثمار
1. الاستثمار في الأصول كالعقارات والمشاريع بأنواعها يتميز بطول المدة، وقلة العائد السنوي، مقارنة بالمضاربة.
2. حسابات الاستثمار في أسواق المال، تحتوي على نظام الهامش، مما يزيد من المخاطر على رأس المال.
3. مدة الاستثمار أطول من المضاربة والتداول، حيث يمتد من شهور لسنوات.
4. الاستثمار متوسط وطويل الأجل يحتاج لخبرات غالبا لا تتوفر لدى الفرد العادي.
5. يحتاج الاستثمار لدراسات جدوى، وبحوث سوق، غالبا ما لا تتوفر لدى الفرد وتحتاج لمؤسسات موفرة للخدمة مقابل رسوم تضاف للتكلفة.
6. كثير من مجالات الاستثمار لا تناسب جميع المستثمرين، حيث تحتاج لرؤوس أموال متوسطة وكبيرة.
7. تخضع البيئة الاستثمارية لقوانين منظمة، وضوابط وشروط، لا تناسب الكثير من الأشخاص، والمشاريع.
8. لا يجوز الاستثمار في الذهب بحسابات الهامش، حيث أن حسابات الهامش لا تعطي للمستثمر الحق في امتلاك الأصل ملكا حقيقيا أو حكميا، وبالتالي لا يوجد تقابض وهو شرط أصيل في تجارة الذهب.
المتاجرة
هي تجارة حقيقية تتم على الأصول، بالبيع والشراء وهي ليست مثل البورصة ولا التداول.
ويتحقق فيها جميع الشروط المعتبرة لمشروعية التجارة، وأهمها التقابض.
أهم ما تتميز به المتاجرة:
جمعت المتاجرة بين مزايا الاستثمار والمضاربة وأضافت لهما حيث:
1. لا توجد رافعة مالية، فالمتاجرة تتم بالمال الحقيقي المخصص للمتاجرة فقط.
2. وبالتالي تبخر الأموال غير وارد بالمرة، حيث تكون الخسارة اسمية فقط.
3. المخاطر متدنية للغاية فالاحتفاظ بالأصل “الذهب” يحفظ قيمة المال بعكس المضاربة بالهامش أو الاستثمار بحسابات الهامش لا يوجد مخزن قيمة، ولا يحتفظ بالمال في مقابل انخفاض الأسعار، حيث يتم تبخر راس المال تدريجيا حتى يتم تصفير الحساب!
4. يمكن إطالة أو تقصير مدة المتاجرة، حسب رغبة العميل في مدة احتفاظه بالأصل، ومستهدفاته الربحية، وبالتالي تتحول لاستثمار متوسط وطويل الأجل، لكن بملكية حقيقية، أو حكمية.
5. هي الشكل الطبيعي والافتراضي للتجارة، خاصة تجارة الذهب، حيث تحقق شرط التقابض، بدفع الأموال مقابل الذهب حسب السعر المعروض والمتفق عليه، وقبض السلعة “الذهب” ونقل ملكيته للشاري على الحقيقة، أو حكما بموجب عقد يمكن إنجازه وتسلم السلعة حين طلبها من البائع.