فن وثقافة

المدينه الفاضله والمدينه الذكيه في المستقبل ،،

بقلم سوسو صبري

إن المدينة الفاضلة في نظر الفارابي هي المدينة التي تتحقق فيها سعادة الأفراد على أكمل وجه، ولا يكون ذلك إلا إذا تعاون أفرادها على الأمور التي تُنَالُ بها السعادة، واختص كل منهم بالعمل الذي يُحْسِنُهُ وبالوظيفة المُهيأ لها بٍطَبْعِه.

المدينة الفاضلة (Utopia) هي من أشهر المواضيع الفلسفية التي أثارها أفلاطون في فلسفته، وهي مدينة خيالية يحلم بأن يسكنها أُناس طيبون يعيشون فيها في سلام ووئام لا يعرفون فيها الغل ولا الحسد، وقد ذكرها في كتابة المسمى جمهورية أفلاطون. وتعد رمزًا للكمال الإنساني والاجتماعي،

المفهوم
قد تشمل الطبيعة «المثالية» لمدينة كهذه صفات المواطنة المعنوية والروحية والقضائية، وكذلك الطرق التي يتم بها تحقيق ذلك من خلال الهياكل الحضارية بما في ذلك المباني، وتخطيط الشوارع، إلخ. على الشبكات (في تقليد تخطيط المدن الرومانية) أو أنماط هندسية أخرى. غالباً ما تكون المدينة المثالية محاولة لنشر المثل المثالية على المستوى المحلي للتكوين العمراني وخلق مساحة للمعيشة والرفاهية وليس على مستوى الثقافة أو الحضارة على مستوى أدب المدينة الفاضلة الكلاسيكي مثل كتاب يوتوبيا للقديس توماس مور.

المدينة الفاضلة.. مدينة يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل.
المدينة الفاضلة، مقترح لمدينة جديدة ومختلفة عن كل مدننا ليس الاختلاف في المظهر العمراني فقط بل في كل شيء، في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص.
المدينة الفاضلة.. مقترح لمدينة أساسها الإنسان نفسه سواء كان مسؤولاً أو موظفاً أو عاملاً أو مراجعاً، كبيراً أم صغيراً رجلاً أو امرأة، مواطناً أو مقيماً، وبكل ما تحمله كلمة «الفاضلة» من معان سامية في الشارع، في العمل الحكومي، في العمل الخاص، في المراكز التجارية، عند المسجد، والكنيسة، وفي المطاعم، في الأسواق… في كل موقع نجد الفضائل والمثالية والوعي والرقي تتجسد في كل وقت وبأرقى صورهاالبنية التحتية المتقدمة
سيكون للمدن الذكية في المستقبل بنية تحتية متقدمة ومتكاملة. ستشمل هذه البنية شبكات الإنترنت الضوئية الفائقة السرعة والأنظمة الذكية للنقل والطاقة وإدارة الفاقد، مما سيسمح بتحسين الكفاءة والمرونة في تقديم الخدمات العامة والخدمات الحكومية.
تكنولوجيا الاتصالات
ستكون تكنولوجيا الاتصالات عنصرًا مهمًا في المدن الذكية المستقبلية. ستسمح شبكات الجيل الخامس (5G) باتصال أسرع وأكثر استقرارًا، مما يسمح بتوصيل الأشياء ببعضها البعض بطريقة أكثر فاعلية. ستتميز المدن بتغطية شبكات 5G شاملة، مما سيسمح بتقديم خدمات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وتحسين تجربة المستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات.
إدارة البيانات
ستكون إدارة البيانات أحد العوامل الحاسمة في المدن الذكية. ستتمثل هذه الإدارة في جمع البيانات من مصادر متعددة مثل أجهزة الاستشعار والكاميرات وأجهزة القياس، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات. سيتم استخدام هذه المعلومات لتحسين إدارة الموارد مثل المرور والمياه والطاقة، وضمان توفير الخدمات بكفاءة أكبر.
الطاقة المستدامة
ستكون المدن الذكية المستقبلية قائمة على الطاقة المستدامة. سيتم تشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية. ستكون هناك أيضًا جهود لتطوير أنظمة تخزين الطاقة وتقديم الطاقة بكفاءة عالية.
النقل الذكي
سيكون للنقل الذكي دور كبير في تطوير المدن الذكية. ستتضمن هذه النظم استخدام السيارات الكهربائية والمشاركة في النقل والنقل العام الذكي. سيتم تحسين تدفق حركة المرور والتنقل بفضل أنظمة توجيه متطورة تعتمد على البيانات الحية والاستشعار.
الأمان والخصوصية
سيكون للأمان والخصوصية دور حاسم في المدن الذكية المستقبلية. ستتطلب الكثير من هذه التقنيات الحساسة حماية واجهزة أمان قوية لمنع الاختراق وسرقة البيانات. سيجب أيضًا معالجة قضايا الخصوصية والحفاظ على حقوق المواطنين فيما يتعلق بجمع واستخدام البيانات.
التشارك والمشاركة
سيكون لمشاركة المواطنين والشفافية دورًا مهمًا في المدن الذكية. ستتيح التقنيات الحديثة مشاركة المواطنين في اتخاذ القرارات وتوجيه تطوير المدينة. سيتعين على الحكومات والمؤسسات تشجيع هذا التفاعل وضمان مشاركة شاملة وعادلة.
الاستدامة الاجتماعية
ستهتم المدن الذكية المستقبلية بالاستدامة الاجتماعية، وهذا يعني توفير فرص العمل والتعليم والخدمات الصحية لجميع سكان المدينة. ستسعى هذه المدن إلى تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وتعزيز جودة حياة الجميع

هناء حسيب

الكاتبة الصحفية هناء حسيب، المشرف العام على مجلة وموقع الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى