المصاب بالسكر وشهر رمضان ،
المصاب بالسكر وشهر رمضان
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” البقرة 185.
يعتبر صيام شهر رمضان المعظم ركنا أساسيا من أركان الأسلام ،
و فريضة على كل مسلم عاقل بالغ سليم الصحة و رخص لنا الله عز وجل الأفطار فى حالات محدده منها الشخص المريض،
و في حالات المرض المزمن مثل مرض السكر قد لا تظهر أى أعراض على الشخص المصاب ،
و يعتبر نفسة سليم و يصوم دون أخذ أى مشورة طبية مما قد يعرض بعض المرضى لمخاطر الصيام مع مرض السكر مثل الهبوط الحاد فى مستوى الجلوكوز فى الدم ،
أو أرتفاعة أو الجفاف و الغيبوبه الكيتونية أو تكون جلطات فى الدم.
يبلغ عدد المسلمين المصابين بالسكر حوالى 148 مليون شخص حول العالم ،
و مع أزدياد ساعات النهار أثناء الصيف و خاصة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية أستدعى الأمر وضع معايير طبية دولية ،
من قبل الفيدرالية الدولية للسكر مع الرابطة الدولية لخبراء السكر والتي ضمت ۳۲ استشاري للسكر ،
من ۲٥ دولة حول العالم وتم أستشارة الأزهر الشريف و دار الأفتاء المصرية ، وتشيير التوصيات الى تقسييم المرضى الى ثلاثة مجموعات ،
تختلف النصيحة لهم حسب الحالة المرضية ورمزت لهم بالألوان الأحمر و الأصفر و الأخضر حسب درجة خطورة الصيام علي المريض.
المجموعة الأولي (الضوء الأحمر): والتي يجب التنبيه عليها بعدم صيام رمضان والاصرار عليه لشدة الخطورة ،
واستبداله بإطعام المساكين و هم من أصيب بنوبات انخفاض حادة في السكر ،
استدعت الدخل في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان ,من أصيب بغيبوبة ارتفاع السكر ، والمعروفة للعامة بارتفاع الأسيتون في الدم في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان ,
المعانين من تكرار انخفاض السكر, المرضي الذين لا يشعرون بأعراض انخفاض السكر,
أرتفاع مستوى السكر التراكمى (الهيموجلوبين السكرى) أكثر من 9% فى خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان, السيدات الحوامل المصابين بالسكر و يعالجون بالأنسولين, مرضي الفشل الكلوي المصاحب للسكر, المصابون بمضاعفات السكر علي شرايين القلب والدماغ والاطراف والذين لم تستقر حالتهم المرضية, كبار السن ممن يعانون من اعتلال الصحة بشكل عام.
ولقد أوضحت دار الافتاء ان رفض نصيحة الطبيب والاصرار علي الصيام في هذه المجموعة يعتبر القاءاً بالنفس الي التهلكة ويعتبر فاعلها آثم اذا لم يستمع للنصيحة وأصر علي الصيام.
ا لمجموعة الثانية (الضوء الأصفر): والتي يجب عليها عدم الصيام أيضا لشدة الخطورة والاستماع لنصيحة الطبيب بعدم الصيام وهم مرضي السكر من النوع الاول والمعالجون بالأنسولين, مرضي السكر من النوع الثاني المعالجون بالأنسولين, مرضي السكر من النوع الثاني والذين يعانون من أرتفاع مستوى السكر التراكمى (الهيموجلوبين السكرى) أكثر من 8% فى خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان, الحوامل ممن يعالجون بالنظام الغذائي او الحبوب المخفضة للسكر, مرضي السكر المصابين بمبادئ اختلال وظيفة الكلي والتي لم تصل لمرحلة الفشل الكلوى, المصابون بمضاعفات السكر علي شرايين القلب والدماغ والاطراف والذين استقرت حالتهم المرضية, المصابون بمرض السكر مع أمراض اخري مزمنة او حادة, مرضي السكر الذين يقومون بعمل يدوي شاق, مرضي السكر المعالجين بأدوية اخري تؤثر علي الوعي والانتباه والتركيز ووظائف المخ.
اذا اصرت هذه المجموعة علي الصيام فيجب اتخاذ الاحتياطات التالية بكل حزم. يجب تثقيفهم بصورة واضحة عن مرض السكر وخطورة مضاعفاته اثناء الصيام, يجب عليهم المتابعة مع متخصص في مجال السكر بصورة دورية ومتكررة أثناء الصيام, يجب فحص نسبة السكر بالدم عدة مرات يومياً خاصة قبل الافطار وبعد الافطار وأثناء فترة الصيام مع تعديل جرعات الأدوية المستخدمة لعلاج السكر خاصة الأنسولين وبعض الأدوية الشائعة والتي قد تخفض السكر بصورة حادة, الاستعداد الفوري لكسر الصيام عند حدوث اي من المضاعفات الحادة كانخفاض السكر عن نسبة ۷۰ مجم/مل او ارتفاعه عن نسبة ۳۰۰ مجم/مل ,الاستعداد لوقف الصيام تماما اذا تكرر انخفاض او ارتفاع السكر عن النسب المذكورة او حدث تدهور في اي من الأمراض الناتجة عن مرض السكر او المصاحبة له
للأسف يصر الكثيرون علي مواصلة الصيام رغم هذه المشاكل الصحية اعتقاداً منهم بمرضاة لله بازدياد المشقة أو فخراً بالقدرة علي الصيام وقد أوضح علماء دار الأفتاء بخطأ هؤلاء في ما يعتقدون فان لله سبحانه وتعالي يحب ان تؤتي رخصه كما يحب ان تؤتي فرائضه كما قال رسولنا الكريم صلي لله عليه وسلم وأنهم قد يرتكبون معصية بأضرار النفس والبدن الذي امرنا لله بالحفاظ عليهما
المجموعة الثالثة (الضوء الأخضر): يمكنها الصوم بعد مراجعة الطبيب والاستماع الي النصيحة الطبية اذا طلب منها عدم الصيام وحسب قدرة المريض علي تحمل الصيام وهم مرضي السكر من النوع الثاني ممن انتظم مرضهم تماما علي العلاج بالغذاء والرياضة أو دواء الميتفورمين (سيدوفاج او جلوكوفاج) فقط أو بعض الأدوية الآخري التي لا تسبب انخفاض حاد للسكر في الدم, مرضي السكر المعالجون بالحبوب السابقة مع الأنسولين ممتد المفعول ممن استقر علاج السكر لديهم تماما, وفي جميع الأحوال يجب اتباع نفس الاحتياطات السابقة لمنع الضرر خاصة استشارة متخصص في السكر قبل وأثناء الصيام.
من اروع ما سمعنا من علماء دار الافتاء مما يعبر عن سماحة الدين الاسلامي ,اذا احس المريض بان ليس لديه الطاقة علي صيام رمضان لطول اليوم والمشقة ولكن احس بطاقته علي الصيام متتاليا او متفرقا في اي وقت اخرمن السنة كأشهر الشتاء مثلا فيمكنه فعل ذلك تطبيقا لقول لله عز وجل “ومن كان منكم مريضا او علي سفر فَعِدَّة من ايام اخر” فلم يقل لله سبحانه وتعالي وجوب القضاء بعد رمضان مباشرة ولم يحدد شدة المرض, اذا كان المريض يتابع مرضه مع طبيب غير مسلم فسماع نصيحته كسماع نصيحة الطبيب المسلم, نصيحة الطبيب هي رخصة من لله للمريض وللطبيب الأجر في جميع الحالات بإعطاء النصح للحفاظ علي الأنفس والأبدان من التهلكة.
سيتم نشر الجزء الثانى من المقالة ” النظام الغذائى للمصاب بالسكر فى شهر رمضان” لاحقا