حقائق وأساطير عن مرض الفصام
كتب احمد عبد المنعم
يعيش نحو ١٪ من الناس حياتهم مع الفصام في كل المجتمعات وهذه نسبة كبيرة جدا ورغم أننا في عصر المعلومات مازالت الكثير من الأساطير تحيط بهؤلاء الأشخاص.
على النقيض مما تعرضه الميديا بكافة أنواعها يمكن لمرضى الفصام أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي نسبيا وهذه الحقيقة قد تكون صادمة للكثيرين أليس من المفروض حبس هؤلاء المرضى أو وضعهم في “مشافي” أو بالأحرى بملاجئ عقلية؟ هذا
هو السؤال الذي أول ما يتبادر إلى أذهان معظم الناس.
الأسطورة ١
لدى مريض الفصام شخصيات متعددة: وهي من أكثر الأساطير شيوعا يتضمن الفصام مجموعة واسعة من الأعراض ولكن بالتأكيد ليس من بينها تعدد الشخصيات ولعل السبب في انتشار هذا الخطأ الشائع هو التسمية: الفصام المترجمة عن الإنكليزية (schizo) والتي تعني انقسام، لكنها تعني أن هناك فجوة (أو انقسام) في قدرة المريض على التفكير والتعبير الانفعالي أما تعدد الشخصيات(وهي حالة شديدة الندرة ) فيعاني منها من لديه اضطراب الهوية الانفصالية(التفارقية).
الأسطورة ٢
غالبا ما يجري تصوير مرضى الفصام في الروايات والميديا على حد سواء كساديين وعنيفين وذوي سلوك غير متوقع ورغم أن بعض المرضى قد يرتكبون جرائم فإن الأغلبية العظمى منهم غير عنيفين. ولسوء الحظ فإن فكرة أن كل مرضى الفصام خطيرون تساهم إلى حد بعيد في انتشار الوصمة التي تحيط بهم.
الأسطورة ٣
الفصام يتضمن فقط الأوهام والهلاوس: الكثير من الناس يعتقدون مخطئين بأن مرضى الفصام يعانون فقط من الأوهام والهلاوس. وهذا الأمر ليس مستغربا ذلك أن الأعراض الذهانية(الأوهام والهلاوس) غير اعتيادية وغالباً مخيفة للناس وبالتالي فإن الثقافة الشعبية تركز عليها أكثر من أعراض الفصام الأخرى.
فمع الأوهام والهلاوس يعاني مرضى الفصام غالبا من تحدد في انفعالاتهم وعواطفهم، ونقصا في الدافعية وكلام غير منظم ونقص الرغبة بإقامة علاقات اجتماعية أو الانخراط بها. كما قد يكون لديهم مصاعب في المحافظة على انتباههم وأدائهم لمهمات معرفيةمحددة.
الأسطورة ٤
لا يمكن علاج الفصام: في الأفلام القديمة وفي الروايات وللأسف في واقع بعض البلدان يُرمى مرضى الفصام في مستشفيات ويمضون بقية عمرهم في عزلة وربما في العديد من الأوجه ما زلنا نرى بأن حدوث اضطراب كالفصام يشبه تلقي الحكم بالسجن المؤبد ولذلك مازال الكثير من الناس يعتقدون بأن مرض الفصام لا يعالج وأن هذه الملاجئ هي الحل الوحيد “لهم” بالأحرى لنا.
ورغم أن الفصام ليس كالتهاب اللوزتين من ناحية العلاج فإنه يمكن معالجته بنجاح فالأدوية وإعادة التأهيل والعلاجات النفسية الاجتماعية والأهم علاج المريض ضمن بيئته يمكن أن تساعد المرضى على أن يعيشوا حياتهم بشكل مستقل ومنتج. وفي الواقع بالعلاج المناسب يمكن لمعظم مرضى الفصام أن يعيشوا حياتهم كأي شخص عادي.
في النهاية: صحيح أن الآليات الدقيقة المسببة للفصام لم تتضح بعد لكننا بتنا نعرف الكثير عن الآليات الأساسية التي تساهم في تحسين حياة هؤلاء المرضى.