ملفات وتقارير

خاص| مرصد الأزهر درع الأزهر في مواجهة خفافيش الظلام

5000 مقال يتناول قضايا مسلمي العالم

كتب: محمد الزهيري

الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، من مهامه نشر علوم الدين واللغة العربية محليا وإقليميا وعالميا، وحرصا من فضيلة الإمام الطيب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على القيام بهذه الرسالة كاملة، اتخذ فضيلته خطوات عديدة تسهل على مؤسسة الأزهر الشريف القيام بهذه المهمة الثقيلة، وكان من بين هذه الخطوات وأهمها إنشاء مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الثالث من شهر يونيو 2015م ليكون أحد أهم الدعائم الحديثة لمؤسسة الأزهر العريقة .

13 لغة

يتكون المرصد الذي وصفه فضيلة الإمام الطيب، بأنه «عين الأزهر الناظرة على العالم»، من مجموعة من شباب الباحثين خريجى كليتى «اللغات والترجمة»، و«الدراسات الإنسانية» بجامعة الأزهر، ومعهم مجموعة أخرى منتدبة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من الكليتين السابقتين، راصدين بدقة كل ما تبثه التنظيمات المتطرفة من إصدارات مكتوبة أو مرئية، باللغة العربية أو باللغات الأجنبية، التي يستخدم منها المرصد ثلاث عشرة لغة، منها: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الأردية، الفارسية، اللغات الإفريقية، الصينية، الإيطالية والعبرية، ثم يقومون بترجمة هذه الإصدارات، والرد عليها من خلال لجان متخصصة تفند ما تستند إليه هذه التنظيمات المتطرفة من فهم خاطئ للنصوص الدينية، وتأويل مريض للأحداث التاريخية .

 

وحدات للرصد

وتقسم اللغات السابقة إلى وحدات، حيث تنشر كل وحدة بلغتها وعبر صفحاتها المخصصة عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتويتر، وقناة اليوتيوب، وبوابة الأزهر الإلكترونية، مخرجاتها من أخبار ومتابعات ومقالات ورسائل توعوية .

خطابا متوازنا

وعند تناول المرصد لقضية من القضايا الفكرية أو الشرعية، يحرص على أن يكون الطرح على مستوى فكري ومنطقي يتناسبان مع المتلقي في سياقه، فلا يعتمد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص الدينية فحسب، بل يعتمد أيضا، على كيفية فهم الآيات فهما صحيحا وكيفية تناولها وتطبيقها وإسقاطها على الواقع في ظل المتغيرات واختلاف البيئات والثقافات، الأمر الذي ينعكس بالضرورة على تجديد الخطاب الديني ليقدم لنا في النهاية خطابا متوازنا يتسم ببساطة الأسلوب ووضوح المقصد ودقة العبارة واعتماد الشرع والعقل، ذلك أن المرصد يخاطب الجميع مهما اختلفت ثقافاتهم وألوانهم .

البحث عن حلول

ويعمل المرصد، منذ تأسيسه، على متابعة كل ما يدور حول العالم من ‏أحداث لها علاقة بشكل رئيسي بمختلف أشكال وصور التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى أحوال الإسلام ‏والمسلمين في أنحاء العالم، حيث يرصد آليات التطرف وأذرعته وأساليبه في استقطاب الشباب ‏والنساء وتجنيد الأطفال، ونظرة التنظيمات المتطرفة إلى المرأة، وطرقهم في استقطابها، وشهادات العائدين والعائدات من هذه التنظيمات، بعد أن اكتشفوا فساد منهجها القائم على العنف والإرهاب والتكفير، ويحلل جرائمها ضد البشرية المتمثلة في أتباع جميع الديانات بما في ذلك ‏المسلمين، ويبحث عن حلول ويضع أجوبة لكثير من التساؤلات حول أوضاع المسلمين وما ينتابهم من ‏قلق، وما يواجههم من عثرات في سبيل الاندماج الكلي داخل المجتمع الغربي المنفتح .

5000مقال

يقول الدكتور حمادة شعبان، مشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف: قام المرصد منذ نشأته بكتابة ما يقرب من 5000 مقال وتقرير في كافة القضايا التي يهتمُ بها المرصد. وهى “مكافحة التطرف، متابعة أحوال المسلمين في العالم، الإسلاموفوبيا، اللاجئين، الروهينجا، قضية القدس” .

25 كتاب

ولفت إلى أنه أصدر المرصد، منذ تأسيسه، أكثر من 25 كتابًا من أهمهم “النِّساءُ في صُفوفِ الجماعاتِ المُتطرِّفة”، “التطرف وملامح الشخصية المتطرفة”، “جرائم استهداف دُور العبادة… دراسة تحليليّة لأبرز الجرائم خلال الفترة من 2015 إلى 2019″، “مسلمو كندا… الحالة الدينية والتحديات”، “قراءة في كتاب… إطلالة مرصد الأزهر على أبرز الإصدارات الإسبانية”، “خطاب الكراهيّة في وسائل الإعلام العالميّة.. تداعياته وانعكاساته على المسلمين”، “تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم”.

إصدرات أجنبية

واستكمل: “وهناك إصدارات أجنبية أيضًا، من أهمها: كتب “حُرمة الدماء” الصادر باللغة الإنجليزية، “مفاهيم إسلامية” الصادر باللغة الألمانية، “الخطاب الإسلامي قراءة معاصرة” الصادر باللغة الألمانية، “وسائل مكافحة التطرف من منظور مرصد الأزهر” الصادر باللغة الألمانية، كما أصدر المرصد 32 عدد من مجلة المرصد، تتناول هذه المجلة دراسات معمقة ذات طابع أكاديمي وتعتمد على مراجع من 12 لغة .

مشاركة وإشادة

ولقد اكتسب القائمون على مرصد الأزهر خبرة كبيرة في مجال مكافحة الفكر المتطرف، وتفنيد أيدولوجيات الجماعات المتطرفة؛ ومن ثم أصبح أعضاء المرصد يُدعون إلى المشاركة في ورش عمل، ومؤتمرات محلية، ودولية، لإبراز دور الأزهر الشريف في مكافحة التطرف، ونالت مشاركتهم الثناء، وأبرزتها وسائل الإعلام المختلفة، ومن أبرز المشاركات: “اجتماعات لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي”، ومؤتمر “متحدون لمناهضة العنف باسم الدين، وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار”، وذلك في العاصمة الأردنية عمّان من 11 إلى 15 سبتمبر 2015، و”مؤتمر “منع ومكافحة التطرف العنيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في العاصمة اللبنانية بيروت، على مدار يومين 17 – 18 يناير 2018. و مؤتمر دولي “حوار حول مكافحة التطرف العنيف” في دولة “اليابان”، في الفترة من 17 وحتى 20 فبراير 2020، والمنتدى الدولي للحرية الدينية في كولومبيا” في أكتوبر 2020، و”مؤتمر “الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» في الفترة من 3 إلى 5 مارس 2020، بمدينة “سمرقند” بـ “أوزباكستان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى