عيد الشرطة المصرية.. الأمان أولا ثم ما دون ذلك تعوضه الأيام
بقلم: الدكتور إسماعيل دياب
فى ذكرى عيد الشرطة المصرية، والذي هو فى الأصل تخليدا لذكرى موقعة الإسماعيلية 25 يناير 1952، وذلك حين أبى ورفض المصرى الأصيل الموجود فى كل وطنى شريف من شعبنا المصرى العظيم، متمثلا فى رحال شرطة الإسماعيلية، الذين رفضوا بكل عزة وكرامة إلقاء وتسليم سلاحهم وتسليم مبنى محافظة الإسماعيلية، وواجهوا بعددهم القليل وتسليحهم البسيط قوة وبطش الجيش الإنجليزي أقوى جيش فى العالم وقتذاك، وأسفرت تلك الواقعة 50 شهيدا، ارتقوا بعزة وشرف وكرامة إلى جنات الفردوس الأعلى، أحياء عند ربهم يرزقون وإصابة 80 آخرين.
وما أشبه الليلة بالبارحة وقد قدر للقوات المسلحة والشرطة المصرية أن يكونا دائما نهر العطاء والتضحيات الذى لا ينضب ولا يجف أبدا، وأن يجودا دائما بخير أبطالهما ورجالهما فى مواجهة الإرهاب والجريمة فى مصرنا العزيزة، إلى أن والحمد لله جففا منابعه وقضيا عليه شبه كاملا وإلى الأبد.
من منا لم يفقد الإحساس بالأمان على المال والأرض والعرض والولد إلى أن استتب الأمر وفرض الجيش والشرطة القانون والأمن والأمان فى ربوع الوطن الآبى العظيم.
كم شهيدا سقط وروت دمائه الطاهره ربوع الوطن؟ كم مصابا فقد جزء من جسده ولم يهتز أو يخاف؟ من أجل أن تبقى مصر من ويحيا الوطن جادوا بأرواحهم وبأعز وأغلى ما يملك الإنسان، ولم يترددوا ولو لحظه أو ينتظروا جزاء وتكريم قاموا بواجبهم على أكمل وجه.
هناك من ترك أما ثكلى، أو زوجة مكلومة، أو طفلا رضيعا يتيما بلا أب مثل أقرانه، وعندما يسأل أمه أو جدته ببراءة الأطفال المعتادة “هو بابا فين؟” ماذا يكون الرد أترك لك أن تتخيل نفسك فى دور أي واحدا منهم وتخيل الرد
لن أطيل ولن أصف أكثر من ذلك، لأن الكلمات تفر منى لعجزها عن وصف تلك المواقف، وهذه الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الصادقة والحزينة، التى دائما ما تعجز الكلمات عن وصفها، ولا يمكن مهما حاولنا أن نشعر بإحساس أم الشهيد أو زوجته أو أطفاله أو المصاب أو أهله إلا إذا كنا مكانه، لكن هذا الشرف يختار من يناله لا نختاره نحن.
أخيراً.. تحية شكر وتقدير لكل من ذهب ليدافع عن الأوطان وعاد فى الأكفان، تحيه لكل شهيد ومصاب فقد حياته أو جزء من جسده لتحيا مصر ونعيش فى سلام وأمان، تحيه لكل من قال أموت انا ويحيا الوطن، تحية للشرطة المصرية فى عيدها ودام بقاؤكم وعزكم ونصركم ودمتم دائما العين الساهرة حراس الأوطان.