إقتصاد وأعمال

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة

كتبت هناء حسيب 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز، فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة،

السيدات والسادة،

بداية، أعرب عن سعادتي البالغة، بلقاء أخي فخامة الرئيس “جيله”، في زيارتي الثانية إلى جيبوتي، هذا البلد العزيز، الذي يحتل مكانة خاصة في وجدان كل مصري.

وأؤكد على امتناني وتقديري لدولة جيبوتي الشقيقة، لما لمسناه من مظاهر الود والترحاب الصادق خلال هذه الزيارة، مما يجعلني أشعر بأنني في وطني، وسط أهلي وأشقائي.

لقد أتيت اليوم، محملًا من الشعب المصري، برسالة اعتزاز بالروابط التاريخية، وعلاقة الشراكة الاستراتيجية، التي تجمع بين مصر وجيبوتي.

ولا يفوتني أن أهنئ جيبوتي، قيادةً وشعبًا على النجاح الدبلوماسي المستحق، بفوز السيد “محمود على يوسف”، بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، متمنيًا له كل التوفيق في مهمته الجليلة.

السيدات والسادة،

لقد عقدت مباحثات مكثفة، مع أخي فخامة الرئيس “جيله”، تناولنا خلالها مجالات التعاون الثنائي، في مختلف القطاعات ذات الأولوية لبلدينا الشقيقين. وفي هذا الإطار، اتفقنا على إطلاق برنامج طموح ومشترك، لتحقيق أمن الطاقة في جيبوتي، يتضمن عددًا من المشروعات، تتعلـق بتأهيل شـبكة الكهرباء الوطنية، ومشروع محطة الطاقة الشمسية في قرية “عمر جكع”، المقرر تدشينه رسميًا في غضون أيام، وإنشاء وتوسعة محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، في مناطق مختلفة بجيبوتي. وقد أكدت في هذا الصدد، لأخي فخامة الرئيس “جيله”، على التزام مصر، بنقل خبراتها المتميزة لأشقائنا في جيبوتي،

من أجل تحقيق أمن الطاقة لهذا البلد الشقيق.

اتفقنا أيضًا، على أهمية تشجيع الاستثمارات بين البلدين، لاسيما في مجال الموانئ والمناطق الحرة، وقد تباحثت مع أخي فخامة الرئيس “جيله”، بشأن تنفيذ مشروعات بالشراكة، بين القطاعين العام والخاص المصري والجيبوتي، مثل إقامة مركز لوجيستي للشركات المصرية في المنطقة الحرة في جيبوتي، بالإضافة إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات في “دوراله”، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتي، بشبكة الطرق في جيبوتي وفي المنطقة، بما يعزز من حركة التجارة البرية.

كما اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على ضرورة تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال الفترة المقبلة من خلال خطوات جادة وعملية. وفي هذا السياق، فإنه يسعدني الإعلان عن تأسيس “مجلس الأعمال المصري الجيبوتي المشترك” كما اتفقنا على تدشين مقر بنك “مصر – جيبوتي” في غضون الأيام المقبلة، ووجهنا بمراجعة الأطر التعاهدية السابقة، ذات الصلة بتنمية وحماية الاستثمارات بين البلدين.

اتفقنا كذلك على البناء على التعاون القائم في مجال بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية، كما تناقشنا بشأن فرص التعاون القائم بقطاع الصحة والدواء، وشهدنا اليوم، توقيع عدد من مذكرات التفاهم، لتعزيز التعاون المشترك في مجالات التعليم العالي، والشباب والرياضة، والإعلام ونؤمن بأنه لا تزال هناك، آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.

السادة الحضور،

لقد تباحثت كذلك بشكل مكثف مع أخي فخامة الرئيس “جيله”، حول الأوضاع الحالية التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر. وفى هذا الصدد، أكدنا على ضرورة دعم كافة الجهود المبذولة، لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في الصومال الشقيق، وصيانة وحدته، وتكامل وسلامة أراضيه.

 

كما أكدنا على رفض أية محاولات تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، بما في ذلك رفض أي مساع لتشكيل حكومة موازية، وضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وتعزيز نفاذية المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق.

 

وبحثنا أيضًا التحديات المشتركة التي تواجه بلدينا في البحر الأحمر حيث أكدنا على رفض تهديد أمن وحرية الملاحة في هذا الشريان التجاري الدولي الحيوي، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمي.

 

واتفقنا على المسئولية الحصرية للدول المطلة على البحر الأحمر، وخليج عدن، في حوكمة هذا الممر الملاحي الدولي المهم وتأمينه.

 

كما تناولت مباحثاتنا القضية الفلسطينية، حيث أكدنا على الموقف العربي الثابت، بحتمية التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها “القدس الشرقية”، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم تحت أي مسمى مع استعدادنا للتعاون مع كافة الشركاء الدوليين، لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة.

 

أخي فخامة الرئيس،

وفي الختام، أجدد الإعراب لفخامتكم، وللشعب الجيبوتي العزيز، عن جزيل الشكر والتقدير، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدًا اعتزاز مصر العميق، بالعلاقات الأخوية والاستراتيجية مع بلدكم الشقيق، وأتطلع لمواصلة لقاءاتنا ومشاوراتنا الأخوية، بما يحقق تطلعات شعبينا الشقيقين.

 

وشكرًا لكم فخامة الرئيس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى