ومر عام فى لمح البصر ..

أحمد المنوفى يكتب :
كل عامٍ تمر ذكرى رحيل أحد الأحبة إلا وتجد الأحداث معها تجمَّعت لتُعلن عن نفسها، تأخذك ضحكًا وبكاءً، فرحًا وحزنًا، وتدور بخُلدك لحظات وددت أن لو تعود ولو لمرة واحدة، لتقول فيها ما لم تقله من قبل، وتسمع ما كان ينبغى سماعه حينها، إنه الحنين إلى الماضى البعيد، والحبيب الغائب، والراحل الذى لن يعود وينتظر وعد اللقاء.
برحيل شقيقتى “سماح”، الأم الثانية لى، والضلع الحانى على مثلى، والشجرة وارفة الظلال لجسدى، رحل كل شىء، بقى كلى مكشوفًا، ضحكات كالبكى، ونظرات يغمرها التيه، وذاكرة مثل السمك سرعان ما تنسى كل شىء، ولا تتذكر إلا تلك الأوقات التى توقفت فيها قطعة منى عن النبض، وسكتت عن الكلام المباح.
اللهم اجعلها ممن قلت فيهم “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ”، وإننى اليوم أعيش الذكرى السنوية الأولى لوفاة شقيقتى سماح، التى رحلت عن عالمى فى مثل هذا اليوم 7 يوليو عام 2022، وتركت لى الحزن والأوجاع، وحيدًا يُصارع أثقال الحياة دون قلبٍ يسمع أنين هموم الدنيا، ويُهون مصاعبها، ويُطيب جراحها وخناجرها.
اليوم تمر سنة دونك، لن أقول الذكرى السنوية الأولى، إنما الكلمة التى يجب أن تُقال فعلًا “أصل مش عارف السنوية بتاعك ايه، ليه هو انتى فين؟ يعنى انتى مش موجودة بجد؟.. يعنى أنا مش هشوفك تانى؟ لأ بجد والله؟ يعنى أنتى فى حتة تانية خالص صعب الرجوع منها.. طب أنا عايش وبتعامل على إنك موجودة عادى”.
كل هذه الكلمات يا قطعة منى تدور فى عقلى من وقت رحيلك، القلب موجوع، والضهر مكسور، والونس مفقود، والفراغ يقتلنى يا من ملأ الله بوجودك جميع لحظاتى، اللهم أنت الونيس وأنت الجليس، كن معى وأعنى على فقد الحبيب ولاحول ولا قوة إلا بك.
الذكرى الأولى لأختى سماح، رحمة الله عليها، مر عام على فقدانها، مر عام وكأنه مائة عام.. رحمة الله عليكِ يا حبيبتى، أسكنك الله فسيح جناته، وحشتينى أوى يا حبيبتى، يا أمى وأختى وأخى وابنى وابنتى، يا كل شىء وحشتينى.