كتب: جوهر الجمل
طالب محمود على خليفة محمد 47 سنة معاق من قرية حانوت مركز كفر صقر محافظة الشرقية، السادة المسؤلين بسرعة بناء منزله الذي كاد أن يسقط فوقه هو ووالده من شدة تصدعه وهوانه بادئً كلامه: “أنا نفسى أموت وأخلص من الدنيا لأنى كل يوم أنام وأنا متأكد أنى هموت تحت أنقاض منزلى المتصدع وتشاركنى الفئران والقطط والصراصير حياتى”.
مضيفا: “عندى شلل رباعى يمنعنى من الحركة ووالدى يعيش معى ويبلغ من السن 70 عاما ومصاب بالقلب وأجرى جراحة قلب مفتوح وأصبح قعيد هو الآخر وبيتنا مفيهوش حاجة خالص لا ثلاجة ولا بوتاجاز ولا شىء يذكر”.
وتابع: “رغم شكوتى بحالتى إلى المسئولين ببناء منزلى الذى تصدع بسبب السيول التى حدثت فى فصل الشتاء الماضى لم يستجب أحد وظلت شكوتى حبيسة الأدراج”.
وقال محمود: “أنا ولدت بإعاقتى التى تتمثل فى إصابتى بشلل رباعى أفقدنى الحركة تماما وكانت تقوم والدتى برعايتى التى توفاها الله وبعدها أصبحت أنا ووالدى المريض والذى قام بإجراء عدد من العمليات الجراحية آخرها عملية القلب المفتوح ليصبح قعيدا هو الآخر ويمكث بجوارى ولا نجد من يطعمنا ويسقينا”.
وذرف الدموع من عينيه قائلا: “نحن نعيش أنا ووالدى القعيد على معاش التأمينات الذى يتقاضاه والدى وقيمته 1150 جنيها والذين لا يكفى لجزء من الأدوية التى يتعاطاها لعلاجه”، مشيرا إلى أنه يتقاضى معاش من الشئون الاجتماعية قيمته 323 جنيها شهريا والذين لايكفى لأى شىء.
وزاد بكائه قائلا: “منزلنا مساحته 40 مترا مربعا ومبنى بالطوب اللبن ومعروش بالسدة والعروق، ومتصدع وآيل للسقوط وبعد تعرضه للسيول التى حدثت فى الشتاء الماضى انهار أجزاء منه وأصبح يسبب خطرا داعما على حياتنا وحاول الجيران أن يخلوا المنزل لحين بنائه لكننا لم نجد مأوى غيره واضطر إلى المبيت بالمنزل أنا ووالدى المريض وتشاركنا الفئران والحشرات الضارة فى منامنا، وقبل أن اغمض عينى أنطق الشهادتين وأتوجه إلى القبلة متأكدا أننى لن يطلع على الصبح وسينهار المنزل علىّ وعلى والدى”.