( لانكون كمن سبقنا )
أفراح الهمداني
قبل “21”سبتمبر تعاقبت في اليمن تقريبا حكومتان وكل منها مختلف عن الآخر أيدلوجيا فنقول على الاولى يمين والثانية يسار وكان الرابط بينهما في التفكير المُعتق أن خيركم خيركم لأهله وأقاربه وأصحابه ومن يُقدسونه وذلك كله فقط في ما يخص ملك الدولة وفي الوظيفة العامة فكنا نتفاجأ بالبعض نعرفهم معرفه تامة ونعرف مدى قدراتهم ومؤهلاتهم وحتى مواهبهم ونعرف أنهم لايملكون من ذلك شئ سِوى أنه ابن الشيخ فُلان أو الوزير فُلان أو ابن عَلان أو فَلان، ولايمِلك سِوى حُسن المظهر وكيف يكون وسيما.
إضافة إلى ذلك وجود مجموعات آنذاك تعتقد ملكيتها لِلأرض والإنسان وأنها مفوضه بحياة الناس جميعا وأنهم يصنعون الشعوب والحكام والثورات لذلك ملكيتهم للدولة بما تحوي ليس من فراغ ولكن من استحقاق فكانوا يلعبون بالوظيفة العامة لا يصعد لدرجة مدير عام أو وكيل وزاره الا من يرضون عن دينه وخلقه ولا يمكن أن يواصل ويتنقل من منصب إلى الآخر الا إذا كان على دين الملِك ومن شِيعته وممن يتباهون بتبعيتهم له ومن يمجدون النظام ويصيحون (بالروح بالدم نفديك) أو أو أو أو وممن يقولون(جزاك اللهُ خيرا )وبذلك يقتصر الحكم والدولة وكل خيراتها فيهم ومن تبعهم وينال رضاهم فقط والآخرين من عامة الناس وبقية الشعب ينالون فِتات بسيط من خيرات بلادهم فيكونوا الناس منفيين في أوطانهم إضافة إلى تصنيف الناس من قِبل المتحكمين أو المسيطرين على الدولة هذا وطني وهذا جمهوري وهذا يخاف الله وهذا وهذا وهذا ،وكل ذلك كذب فمن عنده كرامة وعزة نفس ويريد أن يَبرز بجهودهِ وبعلمهِ ومَؤهله وبِقدرته وبِخبرته على كسب الناس تتركز عليه الانظار وتُجيش سُلطة الدولة كُلها في تَحطيمهِ ، في إبعادهِ عن المجتمع ، في تعمد ايذاؤه، في إغلاق أي عمل له حتى يصبح منفي وحيد ولا يمكنه تقديم أي عون أو مساعدة ولا يكون له حضور بين المجتمع المحيط به والناس بشكل عام لكي لا يكون قدوه للآخرين وبذلك يشعرون الناس بالحاجة الماسة للنظام وأتباعه ومن حوله حاجتهم للوظيفة العامة، حاجتهم لتقديم أي مصالح لأبنائهم من منح أو وظائف أو أو أو أو هي كثير أيضا، من وساطات تخترق كل القوانين والأنظمة، وحاجتهم لأتباع ذلك النظام وزبانيتهُ في كل شؤن الحياة وبذلك أصبح الناس عبيد في أوطانهم برغم عدم شعورهم بذلك لأن الجميع تحت مظله واحده والكل يتجرع الهوان ولكن بفخر كونه في منصب أو عمل أو يستفيد من هنا اوهناك.
فهل يختلف اليوم عن البارحة
وهل مطلوب الولاء لله ولرسوله وللعلم
وهل يتمتع الجميع بحق المواطنة والوطن وهل يمكن أن يُعيّن من يكون دينه ووطنيته لا يشكك بها إطلاقاً في عمل مهم وهل من لا يقف على الأبواب أو يكون منافق أو متسلق بأي شكل يحسب ذو أخلاق رفيعة وتوليه غير منقوص ووطنيته صادقة.
هل الآن يمكن لأي أحد يتولى الله ورسوله والامام علي والعلم أن يقف مرفوع الرأس ويمارس حياته ويحتفظ بحقوقه ولايتعرض لابتزاز اواهانه وهل سيصنّف بأنهُ يمني حُر مرفوع الرأس والكرامه ، ناهيك ان يكونو امثال هؤلا مشتركون في الدفاع ضد العدوان وقدموا من دمائهم ودماء أبنائهم وأموالهم وأرواحهم.
وهل أصبحنا فعلاً في زمن ثورة “21” سبتمبر وهل سيختلف قوم (بالروح بالدم نفديك) عن قوم (جزاك الله خيراً) عن قوم (كتب الله اجرك).