اخبار

المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق : “مشروع الضبعة” يهدف إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة والحلول المستدامة

حوار : هناء حسيب

أكد المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن تزايد التوترات الجيو سياسية، في منطقة البحر الأحمر، وتحويل عبور السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، سيُسهم في زيادة تكلفة الشحن والنولون والتأمين، وهو ما سيؤدى بشكل قاطع إلى ارتفاع أسعار الوقود، مبينًا أن أزمة الوقود أثرت على لبنان، حتى وصلت العاصمة بيروت، كذلك هناك بعض الدول قد تتأثر مثل شرق آسيا ومنطقة الخليج.

وأرجع وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال، هذا إلى أن البحر الأحمر يستحوذ على 30% من سفن وحاويات النقل والشحن، وهناك عدد من الشركات العالمية أوقفت عملياتها في البحر الأحمر، في ظل تزايد المخاوف بشأن اتساع رقعة التوتر الجيوسياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يشير بمعطياته، إلى إمكانية حدوث ارتفاع في أسعار النفط خلال الفترة المقبلة،…. وإلى نص الحوار.

مع اتساع حدة التوتر الجيو سياسي هل ستتأثر بعض البلدان والأسواق بخفض إمداد النفط ؟

بالتأكيد فبعض الدول المستوردة للنفط والأسواق تدرس تأثير اتساع التوترات الجيوسياسية على سلاسل الإمداد والتوريد، خاصة مع تزايد المخاوف ودخول لاعبين جدد في الصراع الدائر في أكثر من دولة، وهو ما يحفز من ضغط الطلب، فضلاً عن سعر الصرف وكميات الاستهلاك، والإنتاج، وكلها عوامل ستؤثر على واردات النفط.

• معنى ذلك أن أزمة الطاقة قد تستمر على المدى المتوسط والبعيد ؟

ربما فأغلب التوقعات تُشير إلى ذلك على المدى المتوسط بسبب التوترات الجيوسياسية الحالية، وهو ما سيؤثر على اقتصادات الدول الناشئة، حيث يمكن أن يؤدى ذلك إلى ارتفاع أسعار البترول خلال الفترة المقبلة.

• هذا الأمر يدفعنا إلى البحث عن بدائل لاسيما الطاقات الجديدة والمتجددة؟

التوسع في الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، أصبح مهمًا للغاية مع ضرورة إفساح المجال للمستثمرين وتيسير الإجراءات لهم في هذا الشأن.

• ولكن لدينا محطة “بنبان” لتوليد الطاقة الشمسية.. ألا يُعد هذا بداية الإنتاج الفعلي؟

بالتأكيد.. ولكن الخلايا الشمسية في “بنبان” بأسوان مصممة لتعمل 6 ساعات فقط، ونسبة السطوع لدينا تصل إلى 11 ساعة يمكن الاستفادة من ثلثي الوقت، فما بالنا بـ6 ساعات. فى
مؤخرًا أعلن الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن قرار بتحفيز المستثمرين في الطاقة المتجددة، بتوفير الأرض مقابل 2% من إنتاج الكهرباء المنتجة سنويًا، وتخفيض الضريبة المضافة لـ5% ؟
قرار رائع وتأخر لعقود، وسيوفر على الدولة ما يقرب من 40 مليار دولار خلال 10 سنوات قادمة، وتحدثت مع وزير الكهرباء وأشدت به، وسيكون له ما بعده بشأن الطاقة الجديدة والمتجددة .

• وما العائد من مشروع الضبعة النووي السلمي خاصة في مجال الطاقة ؟

مشروع الضبعة النووى الـ”سلمي”، مشروع كبير وقومي وسيضيف عوائد اقتصادية واستراتيجية مهمة لتأمين الطاقة، وهو من من أهم المشروعات الذي أنجزته الدولة المصرية، وسيقضي على جزء كبير من أزمة الطاقة بمجرد دخول المحطة خدمة التشغيل، فضلاً عن توطين التكنولوجيا النووية في المصانع المصرية لمنافسة أي منتج بالعالم، وبالتالي نكون من كبرى الدول الصناعية، كما تهدف محطة الضبعة على التنوع في مصادر الطاقة العالية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة اعتمادية ومستدامة وهذا الأمر يعتبر أساس لتنمية اقتصادية مستقرة، بما يتواكب مع الجمهورية الجديدة .

• في ظل الأزمات المتتالية التي يعشيشها العالم .. إلى أين تتجه أزمة الطاقة ؟

منذعام 2019 استيقظ العالم على وباء “كوفيد-19″، وما تبعه من أزمات أثرت تباعًا على اقتصادات أغلب دول العالم، من بينها تباطؤ حركة التجارة، على إثر الغلق الكلي والجُزئي الذي فرضته بعض الدول، أثر ذلك على توقف سلاسل الإمداد والتوريد على مستوى العالم، فضلاً عن توسيع القيود الأمريكية أمام التجارة مع الصين، إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ولكن مع تولي الديمقراطي جو بايدن، اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، حتى أن الرئيس الأمريكي بايدن، زاد من فرض تعريفات جديدة على روسيا، وهي أكبر مصدر للطاقة بقيمة 40% من حجم الإنتاج العالمي، إضافة إلى أن القوة الاقتصادية الكبرى وهي الصين مصنع العالم .

من وجهة نظركم.. مدى تأثير هذه العوامل على سعر النفط في ظل اشتعال جبهات الإسناد وتهديد طهران بالرد على إسرائيل إثر اغتيال إسماعيل هنية وقادة إيران ؟

بدون شك هذه الأحداث لها آثار وتداعيات سلبية على كافة الدول، فالمزيد من التوترات يعني اتساع أزمة الطاقة والغذاء، لأن أوكرانيا وروسيا يمتلكان وفرة في إنتاج الغذاء والنفط ومصدران كبيران لهما.
أما فيما يخص بجبهات الإسناد والمقاومة والرد الإيراني المزعوم وصولاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، فسعر النفط تأثر بفعل حدة التوتر، لأن تهديدات إيران بالرد ستؤثر في سوق الإنتاج رغم ضعف قوته وقلة محدوديته؛ لكنه قد يؤثر الملاحة في البحر الأحمر.

• في مصر حددت الحكومة متوسط سعر برميل النفط خلال موازنة العام المالي 2024-2025 عند82 دولارًا .. ألا يعد هذا مرشحًا للزيادة ؟

نعم هذا صحيح، ولكن لدينا لجنة تحديد السعر تنعقد كل ثلاثة أشهر لتحديد السعر وفقًا لآليات العرض والطلب والمتغيرات، وهناك جهود تبذلها الحكومة لحل أزمة الدولار، من خلال جذب استثمارات أجنبية لسد الطلب المتزايد، فنحن نحتاج نحو 500 مليون دولار شهريًا لاستيراد المواد البترولية، لتشغيل محطات الطاقة وإنتاج الكهرباء، لأن الاستهلاك يزداد خلال فصل الصيف والعجز يصل لـ10 جيجا مقابل 3 جيجا في الشتاء.

• ولكن الحكومة أعلنت عن خطط للترشيد ؟

جيد .. ولكنه غير كافي، إذ لابد من الترشيد والمراقبة، لأن الترشيد وحده لا يسد العجز، فهناك حلول وأفكار نحتاج لها وتكون إضافة جديدة ومن خارج الصندوق، من أهمها إفساح المجال للقطاع الخاص بالاستثمار والدخول في الطاقات الجديدة والمتجددة.

• ترى أن ترسيم الحدود البحرية أضاف جديدًا لمناطق الاستكشاف والتنقيب؟

بكل تأكيد فلولا ترسيم الحدود البحرية ما استطاع الشريك الأجنبي البحث والاستكشاف في المياه العميقة بالبحر المتوسط، والذي أسفر عن حقل ظهر “ولولاه كنا هنطفي”.

• وماذا عن الانتخابات الأمريكية المزمع إجراؤها الخامس من نوفمبر المقبل بين ترامب وكمالا هاريس ؟

أعتقد أن مصر كانت لديها علاقات جيدة مع مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية.
أما كمالا هاريس المرشحة لخلافة بايدن في الانتخابات الرئاسية، فهي امتداد له، وتعتمد في حملاتها على تجميع الأصوات “الشاذة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

هناء حسيب

الكاتبة الصحفية هناء حسيب، المشرف العام على مجلة وموقع الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى