السفير الفرنسي : خلال تكريمه مستشفى الحسين الجامعي: مصر دولة ترعى الإنسانية في وقت المحن
كتب: تامر الشاهد
زار السفير الفرنسي لدى مصر، إيريك شوفاليية، وقنصل عام فرنسا اوليفييه لوفان كسيو، مستشفى الحسين الجامعي لتقديم الشكر والتقدير لطاقم المستشفى الذي بذل جهوداً كبيرة في محاولة إنقاذ الفتاة الفرنسية سيسيل فانييه التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً والتي تعرضت لحادث مؤلم في عام 2009.
وأسفر الحادث عن وفاتها رغم محاولات الأطباء الحثيثة لإنقاذها طبقاً لشهادتهم، وقد شارك هذا اللقاء عائلة سيسيل التي حضرت لتكريم ذكرى ابنتهم الخامسة عشرة، معبرين عن امتنانهم العميق للجهود الطبية والإنسانية والمعاملة الحسنة التي بذلها جميع الأطباء والعاملون في مستشفى الحسين الجامعي في تلك اللحظات الصعبة.
وشارك في الاحتفالية فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر والأستاذ الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والمشرف العام على قطاع مستشفيات جامعة الأزهر والدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة لشئون السكان والدكتور حاتم عامر مساعد وزير الصحة والسكان للشئون الخارجية، وكان في استقبال السفير والقنصل عميد كلية طب الأزهر بنين ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الأستاذ الدكتور حسين أبو الغيط والأستاذ الدكتور أحمد عبد الجليل مدير عام مستشفى الحسين الجامعي والأساتذة نواب مدير عام مستشفى الحسين الجامعي، أعربوا عن فخرهم بالطاقم الطبي للمستشفى ودوره النبيل في التعامل مع الأزمة بحرفية وإنسانية .
وخلال كلمة السفير الفرنسي أشاد سيادة السفير إيريك شوفاليية بالروح الإنسانية التي جسدتها مستشفى الحسين الجامعي، وأنه منذ 15 عاماً و وبناء على طلب من أهل المتوفاة سيسيل في لحظة التذكر والتأمل والتضامن توجهوا بخالص الشكر والتقدير لمستشفى الحسين الجامعي، معبرين عن ذكراها، وقال السفير الفرنسي يتبقى ذكراها راسخة في ذاكرتنا، وقد أهدى السفير والقنصل وأسرة الفتاة لوحة تذكارية لمستشفى الحسين الجامعي، إعرابًا لكل ما قدمته المستشفى من جهود وخدمات إنسانية ليست لـ سيسيل فقط وانما لجميع مصابي الحادث الغاشم آن ذاك في ٢٠٠٩ ولما لمسوه من كفاءة واحترافية عالية والقدرة على التعامل مع الموقف.
كما أعرب السفير إيريك شوفاليية عن شكر بلاده الخاص لمستشفى الحسين الجامعي والتقدير الكبير لمصر كدولة ترعى الإنسانية في وقت المحن، وأكد على عمق العلاقات الإنسانية التي تربط بين الشعبين المصري والفرنسي والتي تجسدت في هذا الموقف.
وقد ألقى رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور سلامه داود كلمة رحب فيها بالسفير الفرنسي والقنصل الفرنسي وجمعية محاربة ضحايا الإرهاب في فرنسا والوفد المرافق من أهلية المتوفاة والدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان والدكتور حاتم عامر مساعد وزير الصحة للشئون الخارجية وللأستاذ الدكتور محمود صديق والأستاذ الدكتور حسين أبو الغيط، والأستاذ الدكتور خيري عبد الحميد، والأستاذ الدكتور أحمد عبد الجليل مدير عام مستشفى الحسين الجامعي ونواب مدير عام المستشفى .
كما رحب بجميع الحضور، ونقل تحية خاصة من فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث كان آن ذاك رئيساً لجامعة الأزهر وشكره نيابة عنه السفير الفرنسي والقنصل الفرنسي والوفد المرافق لهم .
ولفت رئيس الجامعة إلي العلاقة الطيبة والإخوة الإنسانية بين الشعبين المصري والفرنسي، حيث إنهم شعبين شقيقين يقفان بجوار بعضهم البعض عند الأزمات في السراء والضراء، ولفت فضيلته إلى أن الإرهاب لا دين له ولا دولة له، وتقوم مؤسسة الأزهر الشريف بالفكر الوسطى بمحاربة الإرهاب، حيث إن الفكر لا يحارب إلا بالفكر قبل أن يحارب بالسلاح، ولفت فضيلته إلي أن الأزهر الشريف قام بإنشاء الفتوى الإلكترونية في الأزهر لرصد الفكر المتطرف ومحاربته بالقرآن وصحيح السنة والفكر الوسطي المعتدل، كما نوه فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس الجامعة إلى أن الظلم هو سبب الدماء التي تسيل في جميع مناطق العالم، منوهاً إلى أن ما يحدث في غزة منذ عام كامل من قتل للأطفال والنساء وضحايا شهداء تجاوز عددهم الـ 40 ألف قتيل، وأكثر من نصفهم من الأطفال والنساء ولا ذنب لهم إلا أنهم يحافظون على أرضهم وعرضهم، شكر فضيلته مستشفى الحسين الجامعي، فيما قامت به من علاج لمصابي هذا الحادث الأليم آن ذاك ٢٠٠٩ والجهد الرائع الذي بذلته الأطقم الطبية وإدارة المستشفى لمحاولة إنقاذ المتوفاة والخدمة الطبية التي تم تقديمها للمصابين، وشكر فضيلته، السفير إيريك شوفاليية والقنصل أوليفية لوفان كسيو، وجميع الحضور وشكرهم على لمسة الوفاء بعد 15 عاماً للوحة التذكارية التي أهدتها دولة فرنسا لمستشفى الحسين الجامعي، والكلمة التي ألقاها أقارب الفقيدة سيسيل فانييه على جهودهم العظيمة، وشكرهم وامتنانهم للدور الرائع الذي قامت به مستشفى الحسين الجامعي وسرعة تقدم الخدمة، وما لمسوه بأنفسهم من جهد طبياً متميزاً في محاولة إنقاذ الجرحى، ونوه إلى التطوير الذي لمسوه بأيديهم في البنية التحتية والأجهزة الطبية وحسن استقبالهم .
وفي نهاية الزيارة تم أخذ صور تذكارية والمرور على الرعايات المجمعة التي شهدت وفاة الفتاة سيسيل فانييه ذلك الحادث الأليم، ووضع إكليل من الزهور أمام اللوحة التذكارية التي أهدتها السفارة الفرنسية لمستشفى الحسين الجامعي.