الدكتور علي الداوي يكتب.. انتو بتعملوا إيه؟
بقلم الدكتور علي الداوي
فجأة تكتشف أن الحياة ألقت بك بعيدًا، حيث لا مأوى لأحلامك، ولا عزاء لأوهامك، والعراء يداهم ما ظللت سنين تستره عن الناظرين، وتكسر كل شيء أمام عينيك، وتكلفة الرجوع لا تقدر عليها والبقاء في هذا المكان موت بالبطيء، الكثير والكثير منا لا يستطيع أن يعبر عن ما وصلت إليه أهدافه أو حياته بصفة عامة، ويقف عاجزًا بعدما انتصرت عليه الدنيا، في صراع خسر فيه عمره مع كفاح كبير، والآن يكابد الأمرَّين حتى يصل إلى الصفر “الكائن الصفري”.
ما علاقة هذه المقدمة البائسة بالعنوان ” انتو بتعملوا ايه؟” العلاقة يا عزيزي هى علاقة تحذير شديد اللهجة، بل وضوء أحمر لابد أن يظل أمام عينيك، يجعلك تدقق في اختيار أهدافك بالشكل المرن الغير مَرَضي، حيث أننا جميعًا ننظر للحياة بزوايا مختلفة ونختار أهدافنا ونحددها وفق نظرتنا ورؤيتنا للحياة، كلنا بلا استثناء حتى الذين تظن أنهم بلا هدف فهم لهم هدف، فكل شيء مهما قل قدره وأهميته وظننته تافه فهو هدف إلى أكبر الأهداف وأعظمها.
هل راجعت نفسك يوما ما، هل توقفت متسائلًا _انا بعمل إيه؟_ هل سألت نفسك هل حققت ما تريد؟ أو هل ما تريد تحقيقه مفيد على المدى البعيد أو المتوسط أو حتى المدى القريب؟ هل أحسنت واستمتعت بطفولتك؟ هل مراهقتك كانت سوية؟ إذا توجه إليك سؤال هل أنت راضٍ عن نفسك؟ ماذا سيكون ردك؟ أو أنت جاهز للرد!!!
إن تطوير النفس وتحقيق الأهداف يبدأ باكتشاف الفرد لذاته لمقوماته ومعوقاته، وباكتشافه لجوانب القوة بداخله والتغلب على ضعفه، يبدأ بالهجرة _وليس المقصود هنا هجرة الأوطان فقط_ ولكن هجرة كل فعل أو مكان أو حتى فكر أو حتى بيئة بشرية لا تدفعك إلي الأمام، كن على يقين أنك تستحق فأنت لم تُخلق هباء يا عزيزي، فلتسأل نفسك دائما أنت بتعمل إيه؟…
انتظرني في باقي سلسلة مقالات أنتو بتعملوا إيه؟