فوائد الرقمنه والتحول الرقمي ،،
بقلم : سوسو صبري
تعد الرقمنة (Digitalization) والتحوُّل الرقمي (Digital Transformation) هما مصطلحان يستخدمان في سياق التكنولوجيا والأعمال، وعلى الرغم من أنهما مرتبطان ببعضهما البعض، إلا أنهما يعبران عن مفاهيم مختلفة.
1. الرقمنة (Digitalization): الرقمنة هي عملية تحويل المعلومات والبيانات من صيغ تناظرية إلى صيغ رقمية. وهذا يتضمن تحويل الوثائق والملفات والصور والصوت والفيديو وغيرها من البيانات إلى تنسيق رقمي يمكن تخزينه ومعالجته باستخدام أجهزة الكمبيوتر والتقنيات الرقمية. يتم ذلك عادةً من خلال عملية المسح الضوئي (Scanning) أو تحويل الوثائق الورقية إلى ملفات إلكترونية، وكذلك عملية تحويل البيانات التناظرية إلى تنسيق رقمي.
2. التحوُّل الرقمي (Digital Transformation): التحوُّل الرقمي هو أكثر من مجرد الرقمنة. إنه يشير إلى تغيير شامل في الأعمال والعمليات والثقافة المؤسسية باستخدام التكنولوجيا الرقمية. يتضمن التحوُّل الرقمي تبني استخدام التكنولوجيا والتحول الشامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع جوانب المؤسسة. يشمل ذلك تحسين العمليات التقليدية، وتحسين تجربة العملاء، وتطوير نماذج الأعمال، وتوسيع الابتكار، وتحسين الكفاءة والإنتاجية باستخدام التكنولوجيا الرقميه ،
التحوُّل الرقمي يتجاوز الرقمنة ويشمل تغييرات أكثر شمولًا في المؤسسات تدفعها التكنولوجيا الرقمية. ينطوي على دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب العمل، مما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في عمليات الأعمال، وتجارب العملاء، وحتى نماذج الأعمال. يدفع التحوُّل الرقمي من خلال الاعتراف بأن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تجلب قيمة وميزة تنافسية كبيرة.
يمكن أن يتضمن التحوُّل الرقمي عناصر مثل:
تحويل العمليات التقليدية إلى عمليات أكثر تكنولوجيا وتأتي بتحسينات جوهرية في الكفاءة والجودة.
تحسين تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات رقمية متميزة وتفاعلية.
تطوير نماذج أعمال جديدة تستغل التكنولوجيا الرقمية لتحقيق تغييرات هيكلية في الصناعات والقطاعات.
تعزيز الابتكار من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير منتجات وخدمات جديدة وإيجاد فرص جديدة للنمو.
تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة (Big Data Analytics) والتعلم الآلي (Machine Learning) للحصول على رؤى قيمة واتخاذ قرارات مستنيرة.
باختصار، الرقمنة هي عملية تحويل البيانات إلى صيغ رقمية، في حين أن التحوُّل الرقمي يشير إلى التغيير الشامل في المؤسسات باستخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين الأداء وتحقيق التحول في العمليات والثقافة المؤسسية
تتعدد مسارات التحول الرقمي ولكننا يمكن تلخيصها في المسار والمراحل التالية:
المرحلة الأولى – الوضع الراهن
خلال المرحلة الأولى، تستمر الشركات في عملها على النحو المعتاد وتحافظ على الوضع الراهن بدون الوعي بمتطلبات العملاء المتغيرة والتقدم التكنولوجي. إن الافتقار إلى المبادرات الرقمية قد ينتهي بأي مؤسسة إلى الزوال. يجب الانتقال إلى المرحلة التالية في أسرع وقت ممكن.
المرحلة الثانية – نشط
خلال المرحلة الثانية، تصبح الشركات أكثر إدراكًا بالحاجة إلى التحسين الرقمي. فهي تُدرك التحديات الحالية التي تواجهها وحاجاتها إلى مبادرة للتحوّل الرقمي. وتبدأ الأقسام المختلفة في محاولة حل المشكلات ذاتها ولكن بأساليب مختلفة. ورغم أن هذه المرحلة أفضل من سابقتها، إلا أنها تكشف عن النقص الموجود في التركيز والوحدة. وإذا أرادت المؤسسات النجاح في التحوّل الرقمي، فسيكون لزامًا عليها إيجاد وسيلة للخروج من الفوضى الأولية.
المرحلة 3 – مرحلة العزم
يبدأ التحوّل الرقمي عند انتقال الشركة إلى مرحلة العزم. وهنا، يظهر القادة الرقميون الرئيسيون ووكلاء التغيير ويبدؤون في اختبار التقنيات الجديدة. ويسعون للحصول على الموافقات الرسمية من المديرين التنفيذيين للشركة لقيادة التغيير. وفي هذه المرحلة، قد تصبح ثقافة العمل عقبةً، وعلى القيادة تشجيع ثقافة الابتكار بنشاط لإحداث المزيد من التحوّّل.
المرحلة الرابعة – الإستراتيجية
خلال المرحلة الرابعة، تحقق المؤسسة تغيرات ثقافية، ولذا، توافق المجموعات والأقسام الفردية على العمل بشكل تعاوني. يضع أصحاب المصلحة الرئيسيون خارطة طريق إستراتيجية مركزة لتحقيق النجاح في التحوّّلات الرقمية. ويخططون للجوانب المختلفة للتغيير، مثل الملكية والبحث والجهد والاستثمار.
المرحلة الخامسة – الاستهداف
خلال المرحلة الخامسة، تبدأ الشركات في تنفيذ إستراتيجية التحوّل الرقمي التي حددناها في المرحلة السابقة. وهي تمتلك فريق متعدد الأقسام من المبتكرين الذين يحددون ما يجب القيام به في الوقت الحالي وفي الأشهر القادمة لتحقيق النجاح في التحوّّل الرقمي. ومن هذه المرحلة تبدأ المشروعات الرقمية الجديدة والبنية الأساسية والمبادرات في التبلور.
المرحلة السادسة – التكيف
يكون لدى الشركات التي تصل إلى هذه المرحلة إطار عمل للتحوّّل الرقمي للتعامل مع جميع متطلبات العملاء المستقبلية. ويصبح الأمر أكثر سلاسةً، ويمكنهم متابعة المسارات التكنولوجية المبتكرة بسهولة. وخلال المرحلة السادسة، تصبح مشروعات التحوّل الرقمي هي الوضع الطبيعي الجديد في المؤسسة.