وكالات / ياسمينا العبودى
أصرّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أنه فاز في الانتخابات، معتبراً أن بلاده كانت “مثل دولة من العالم الثالث” ليلة الاقتراع، ومندّداً بخلفه الرئيس جو بايدن، في تصريحات هاتفية لوسائل إعلام أميركية.
جدّد الرئيس الجمهوري السابق هجومه على زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، منتقداً “رخاوة” الجمهوريين، ولكنه تجنّب الإفصاح عن نيته بشأن احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2024.
وأدلى ترامب بعدة تصريحات لوسائل إعلام مؤيدة للمحافظين، هي “فوكس نيوز” و”نيوز ماكس تي في” و”وان أميركا نيوز نتوورك”،رثى فيها المعلّق الإذاعي المحافظ راش ليمبو الذي توفي الأربعاء، ووصفه بأنه “فريد” و”صديق عظيم”، علماً أن شبكة “سي إن إن” اعتبرت أن ليمبو “صنع” ترامب.
تصريحات ترامب جاءت بعد يوم على نشره بياناً لاذعاً ضد ماكونيل، وصفه فيه بأنه “متجهم”، وتابع: “إذا كان الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ سيبقون معه، فلن يفوزوا مرة أخرى”.
وكان ماكونيل صوّت بتبرئة ترامب خلال محاكمته في مجلس الشيوخ السبت، لاتهامه بـ “التحريض على التمرد”، بعدما اقتحم مؤيدون له مقرّ الكونغرس في 6 يناير الماضي، سعياً إلى منعه من المصادقة على انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
أيّد 57 سيناتوراً بينهم 7 جمهوريين إدانة ترمب، ولكنه بُرّئ لأن المجلس لم يجمع عدداً كافياً من الأصوات، وهو 67. وبرّر ماكونيل تبرئته ترامب بأن محاكمة رئيس سابق ليست دستورية، ولكنه شن هجوماً عنيفاً عليه، ورأى أنه مسؤول “عملياً وأخلاقياً” عن أحداث الكابيتول.
وقال ماكونيل لأعضاء جمهوريين في قاعة المجلس: “مقتحمو هذا المبنى اعتقدوا أنهم يتصرّفون بناءً على رغبات رئيسهم وتعليماته”. وانتقد إدلاء ترامب بـ”تصريحات كاذبة” وترويجه لـ “نظريات مؤامرة”، وزاد: “لا يمكن لزعيم العالم الحرّ
أن يقضي أسابيع في التصريح بأن قوى غامضة تسرق بلدنا، ثم يتظاهر بالدهشة عندما يصدقه الناس ويفعلون أشياء متهوّرة”.
وفي تصريحاته لـ “فوكس نيوز”، كرّر ترمب مزاعمه بتزوير الانتخابات، قائلاً: “ما حدث كان مخزياً. كنا مثل دولة من العالم الثالث ليلة الانتخابات، مع إغلاق مراكز الاقتراع وكل الأشياء التي حدثت لاحقاً”.
وأضاف: “أعتقد أننا فزنا بشكل كبير.. كان ممكناً أن تنتشر أعمال شغب في كل مكان، إذا حدث ذلك لمرشح ديمقراطي. ليس لدينا الدعم ذاته على مستويات معينة من النظام الجمهوري”، في إشارة كما يبدو إلى ماكونيل.
وخلال مقابلته مع “وان أميركا نيوز نتوورك”، اعتبر
ترمب أن حركته السياسية “قوية جداً وتزداد قوة”. وسألت “نيوز ماكس” الرئيس السابق عن إمكان ترشحه للرئاسة في عام 2024، فأجاب: “من السابق لأوانه القول، ولكنني أرى استطلاعات رأي كثيرة رائعة”.
وأضاف: “لدينا دعم كبير وأرقامي في ارتفاع بشكل جيد، رغم عزلي. أعتقد أنها أعلى مما كانت عليه قبل الانتخابات”، معدّداً إنجازات إدارته في الضرائب والفضاء والهجرة.
وتحدث الرئيس السابق عن حصول “أشياء سيئة وغير شريفة”، يجب التحقيق فيها. وقال: “بالنسبة إليّ، فزنا في الانتخابات… ما حدث كان مخزياً تماماً”.
وأشار ترامب إلى نيل حملته الانتخابية 12 مليون صوت أكثر من عام 2016. وأضاف: “لم نكن نريد 12 مليوناً، أردنا الحصول على 3 ملايين (صوت) أخرى، وقلنا: لا يمكننا أن نخسر. حصلنا على 12 مليوناً، ولكن حدثت أشياء سيئة”.
ولا يزال الرئيس السابق يخطط لإجراء تحقيق في ما يعتبره مخالفات انتخابية، قائلاً: “عندما يقولون أوقفوا السرقة، فإنهم لا يمزحون. ما حدث كان
وصمة عار، مثل دولة من العالم الثالث في الانتخابات، لذا علينا تصحيح ذلك”.
وكرّر الرئيس السابق انتقاده ماكونيل، قائلاً: “الجمهوريون متراخون . تسببوا في إيذاء أنفسهم مثل ميتش”. وأضاف: “لو أمضى الوقت ذاته في مهاجمة (زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ) تشاك شومر، وبايدن، فسيكون الجمهوريون في وضع أفضل بكثير”.وشدد على أنه “لا يريد العودة” إلى موقع تويتر الذي حذف حسابه، مشيراً إلى أنه يبحث عن وسائل تواصل اجتماعي بديلة. وأضاف: “لديّ 89 مليون متابع، وملايين من المتابعين على مختلف المنصات، ومع تويتر أتفهّم الأمر. بات مملاً جداً بعد مغادرتي لهذه المنصة، والملايين يغادرونها”.
وتابع: “تعرّضنا لمضايقات فعلية على تويتر.. كل ما قلته كان يتم الإبلاغ عنه. إنه أمر مخزٍ. هناك دول أجنبية تقول أسوأ ما يمكن قوله، ولا يفعلون شيئاً حيال ذلك”.
وانتقد الرئيس السابق بايدن الذي قال إن إدارة سلفه لم تُعِدّ خطة لتطعيم الأميركيين بلقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، قائلاً: “بايدن لا يقول الحقيقة أو فقد عقله”. وأكد أن إدارته بدأت حملة التلقيح، قبل تنصيب خصمه الديمقراطي في 20 يناير الماضي.
ووصف ترمب تصريح بايدن في هذا الصدد بأنه “غبي”، مضيفاً: “رأيت أنه قال إنه لم يكن هناك لقاح عندما تولّى منصبه، ومع ذلك نال جرعة قبل أن يتسلّم منصبه”. وتابع: “أعلنا ذلك في أوائل نوفمبر، لكننا حصلنا عليه قبل ذلك. كنا نعطي ملايين الجرعات”.
وذكر ترامب أنه أراد أن يكون “هادئاً إلى حد ما”، مع بدء إدارة بايدن عملها، ولكنه اعتبر أن خلفه ليس صارماً بشكل كافٍ مع الصين التي خاض معها الرئيس السابق حرباً تجارية.
وكان الرئيس السابق يعلّق على قول بايدن الثلاثاء إن “هناك معايير ثقافية مختلفة، يُتوقع من كل دولة وقادتها اتباعها”، علماً أن الصين متهمة بقمع مسلمي أقلية الإيغور في إقليم شينغيانغ.
وأسِف ترامب لاحتمال انتهاج إدارة بايدن سياسة مهادنة إزاء بكين والحزب الشيوعي الصيني، قائلاً لـ “نيوز ماكس”: “الأمر برمته سخيف، كانت الصين بالضبط حيث أردناها أن تكون”.
ورأى الرئيس السابق أن ثمة خطراً محيقاً بأسرة بايدن من الصين وحزبها الشيوعي. وقال: “عائلته متورطة مع الصينيين، بالتأكيد، لفترة طويلة ومال كثير”. ويشير ترمب بذلك إلى اتهام هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي، بالعمل مع شركات صينية.
